كتبت إحدى الفتيات اليانعات نصاً تشرح فيه حكايتها عندما تمت خطبتها على شخص لا يحسن الاهتمام بها ولم يستطع رعايتها وإسعادها كما تتمنى فأخذت القرار بالبعد رغم نظرة المجتمع القاسية التي تنتظر ارتباط الفتاة في سن معين. كانت تكتب بلغة عامية فقمت بتحويلها إلي نص يشبه قصة قصيرة
تقول الفتاة: «ﺗﻤﺖ ﺧﻄﻮﺑﺘﻲ ﻭﺗﻐﻴﺮﺕ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ. ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻄﻠﻴﺎً ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﻮﺭﺩﻱ. ﺍﻟﺸﻮﻛﺔ أصبحت ﺃﺭﺍﻫﺎ ﻭﺭﺩﺓ. ﻛﻨﺖ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪث اﺣﺮّﻙ ﻳﺪﻱ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻭﺷﻤﺎﻻً لتظهر ﺍﻟﺪﺑﻠﺔ ﻭﻛﺄﻧﻲ اﻗﻮﻝ لمن حولي ﻟﻢ ﻳﻔﺘﻨﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ! اﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺨﻄﻴﺒﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ فكان ﻓﻲ ﻭﺍدي ﺁﺧﺮ.أتحدث معه ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻳُﺠﻴﺐ ﺷﻤﺎﻻً. ﺃﺧﻄﻂ ﻟﺰﻓﺎﻓﻨﺎ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺃﺭﺍﻩ ﺳﺎﺭﺣﺎً. أطالبه ﺑﻬﺪﻳﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎﺩﻳﺔ اﻣﺰﺡ ﻣﻌﻪ ﻳﻘﻮﻝ طفلة. ﺃﻧﺎﻗﺸﻪ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻧﻘﺎﺷﻪ ﺻﺮﺍﺧﺎً ﻭﻳﺼﺐ جام ﻏﻀﺒﻪ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻲ. ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻲ. ﺭﻏﻢ ﺣﺰﻧﻲ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﺭﺩﺩ ﺩﺍﺋﻤﺎً، ﺃﻟﻒ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻭﻻ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺎﻧﺲ او وحيدة وﻫﺬﺍ ما صدقناه منذ الصغر. ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ تحدثت ﻟﻮﺍﻟﺪﺗﻲ بما أشعر كانت ﺗﻘﻮﻝ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺨﻄﻮﺑﻴﻦ ﺣﺎﻟﻬﻢ ﻫﻜﺬﺍ ﻻ ﺗﺼﻐﺮﻱ ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻚ. وفي أحد الأيام ﻛﻠﻤﻨﻲ ﺧﻄﻴﺐ صديقة لي نعمل معاً وتمت خطبتهما حديثاً وﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺪ اﺣﺘﻔﺎﻝاً بسيطاً ﻟﻬﺎ وقال أريد أن اعرف منك عن ما ﻳﺴﻌﺪﻫﺎ، ﻣﺎﻟﺬﻱ ﺗﺤﺒﻪ ﻛﻬﺪية، ﻣﺎ ﻃﻌﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ. ﻭﻓﺮﺕ مبلغاً ﺻﻐﻴﺮا ﻣﻦ الراتب ﻭﺃﺳﺘﻄﻴﻊ الاقتراض ﻓﻮﻗﻪ ﺇﻥ ﺇﺣﺘﺎﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻘﻂ ﺳﺎﻋﺪﻳﻨﻲ. بعد المكالمة ﻣﻌﻪ فكرت في لهفة ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﺤﻤﺲ ﻹﺳﻌﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﺤﺐ وفي اهتمامه رغم قلة ماله، ﺣﺮﻗﺘﻨﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﺪﺕ ﻟﻤﻨﺰﻟﻲ ﻭﺇﺫا ﺑﺨﻄﻴﺒﻲ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺗﻲ ﻧﻈﺮ ﻟﻲ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﺄﺧﺮﺗﻲ ﻭﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﺑﺴﺒﺒﻚ اﺩﺧﻠﻲ ﺳﺎﻋﺪﻱ ﺃﻣﻚ فأنا جائع؛ ﺣﻴﻨﻬﺎ اﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻣﺴﻜﺖ ﻳﺪﻩ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ ﺧﻠﻌﺖ ﺧﺎﺗﻢ ﺧﻄﻮﺑﺘﻲ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺛﻢ ﺃﻏﻠﻘﺘﻬﺎ. ﻧﻈﺮﺕ إلى ﺛﻐﺮ أمي ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺡ ﻭﺩﺩﺕ ﻣﻨﺤها ﺗﻔﺴﻴﺮﺍً مقنعاً ﻓﻘﻠﺖ: ﺃﻣﻲ ﺃﻧﺎ ﺃﻳﻀﺎً اﺳﺘﺤﻖ ﺍﻟﺤﺐ أن يفتني ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺪعسني الحزن. ﺃﻧﺎ أيضاً اﺳﺘﺤِﻖُ ﺍﻟﺤﺐ وما بني على قهر فهو خاطىء. ما أصعب أن تبتسم وتجامل من حولك وبداخلك حزن يخدش روحك.
لم تنتظر تلك الفتاة انفجارا درامياً تكسر فيه أطباقاً خزفية لنوبات الغضب والمزاجية وفضلت إنتظار من يتقن الاهتمام بها ويكرمها ويحترم ويراعي احساسها. مختصر الحكاية في حديث النبي صلى الله عليه وسلم «رفقاً بالقوارير».
[email protected]
